الكذب يكتب على بن آدم إلا في ثلاث خصال
حدثنا أحمد بن محمد الشافعي ثنا عمي إبراهيم بن محمد ثنا يحيى بن سليم عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن شهر بن حوشب عن أسماء بنت يزيد أن النبي r بعث بعثا إلى ضاحية مضر فذكروا أنهم نزلوا في أرض صخر فأصبحوا فإذا هم برجل في قبة له بفنائه غنم فجاءوا حتى وقفوا عليه فقالوا أحرزنا فأحرزهم شاة فطبخوا منها ثم أخرج إليهم فسعطوها ثم قال ما بقي في غنمي من شاة لحم إلا شاة ماخض أو فحل فسعطوا فأخذوا منها شاة فلما أظهروا واحترقوا وهم في يوم صائف لا ظل معهم قالوا غنيمته في مظلته فقالوا نحن أحق بالظل من هذه الغنم فجاؤوه فقالوا اخرج عنا غنمك نستظل فقال إنكم متى تخرجوها تهلك فتطرح أولادها وإني رجل قد آمنت بالله وبرسوله وقد صليت وزكيت فأخرجوا غنمه فلم يلبث إلا ساعة من نهار حتى تناعرت فطرحت أولادها فانطلق سريعا حتى قدم على النبي r فأخبره الخبر فغضب النبي r غضبا شديدا ثم قال اجلس حتى يرجع القوم فلما رجعوا جمع بينهم وبينه فتواتروا عليه كذب كذب فسري عن النبي r فلما رأى ذلك الأعرابي قال أما والله إن الله ليعلم أني لصادق وأنهم لكاذبون ولعل الله يخبرك يا رسول الله فوقع في نفس النبي r أنه صادق فدعاهم رجلا رجلا يناشد كل رجل منهم ينشده فلم ينشد رجل منهم إلا كما قال الأعرابي فقام النبي r فقال ما يحملكم على أن تتابعوا في الكذب كما يتتابع الفراش في النار الكذب يكتب على بن آدم إلا ثلاث خصال رجل يكذب على امرأته لترضى عنه ورجل يكذب في خدعة حرب ورجل يكذب بين امرأين مسلمين ليصلح بينهما.
(المعجم الكبير ج24/ص164)